بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسولنا الامين ,المبعوث رحمة للعالمين....أما بعد
لقد قرأت قصة أذهلتني بقوة التزام الرجل وابكتني على حالي وحال اخواني المسلمين حيث انها
تتكلم عن شيء خطير وهو قضية الالتزام عند المسلمين .ولا اريد ان تختلط على من يقرأ موضوعي
وتلتبس افكاره بماذا اقصد بالالتزام؟؟؟واترككم تقرأون القصة وعندها ستعلمون قصدي...........
في عام ألف وتسعمائة وأربعة وسبعين ذهب فريق من علماء الجيولوجية إلى جزيرة نائية صغيرة في إندونيسية وفوجئوا بجندي عجوز يصوب إليهم بندقية قديمة ولكن صاحبها يعتني بها جيدا فما تزال تلمع في ضوء الشمس ، وهدد الجندي بإطلاق النار على كل من سيحاول التقدم في أراضي [جلالة] إمبراطور اليابان.
كان الجندي آخر رجال كتيبة يابانية احتلت بعض الجزر الإندنوسية في الحرب العالمية الثانية ، وانقطعت اتصالات الكتيبة بقيادتها وانتهت الحرب ومات الرجال ، وطويت السجلات العسكرية بعد أن ظُنَّ أن رجال الكتيبة قد فقدوا جميعا ، وبقي الجندي الشجاع وحيدا في الجزيرة! يستيقظ في كل يوم عند طلوع الفجر فيقوم بالتدريبات الرياضية المقررة ثم يتفقد التحصينات الدفاعية التي أقامها رفاقه ، وفي الساعة السادسة تماما من كل صباح كان يقف لوحده في الساحة ليحيي علم بلاده ويردد نشيد الأمة التي ينتمي إليها.
لقد كان يعتني اعتناء شديدا بنظافة سلاحه ... ورفض الجندي العجوز إلقاء السلاح ولم يرد أن يسمع من أحد أن الحرب قد انتهت! كانت عقيدته أن الأرض التي يقف عليها من ممتلكات اليابان ، ومادام الإمبراطور أعطى أمرا بالدفاع عنها ؛ فلا بد من الدفاع عنها حتى الموت ، ورفض الجندي إلقاء السلاح إلا بأمر من القيادة التي أمرته بحمل السلاح! وبدأت الاتصالات الرسمية لإنهاء ذلك الوضع ! وعثروا أخيرا على أحد القادة العسكريين ممن خدم الجندي تحت إمرتهم.
كان القائد في التسعين من العمر! وقد ألبسوه ثيابه العسكرية كاملة وأتوا به من اليابان إلى الجزيرة النائية وفي موقف مؤثر للغاية قال القائد للجندي : باسم جلالة الإمبراطور الذي أمرنا بحمل السلاح فإنني آمرك الآن بإلقاء السلاح من أجل مصلحة أمتنا التي قاتلنا من أجلها .. وبكى الجندي وهو ينزل سلاحه الذي بقي على عاتقه ثلاثين عاما ثم قال بتأثر شديد : لقد حافظت عليه بعناية كطفلي ثلاثين سنة!!
ولما سألوه كيف صبرت ثلاثين عاما لوحدك في هذه الجزيرة النائية ، وبقيت مستنفرا للقتال ؛ قال: ظللت أحارب أعداء شعبي ثلاثين سنة لأن القيادة العليا لم تلغ أوامرها ، وحيث أن الأمر هكذا فكرامتي كمقاتل جعلتني أبقى ثلاثين سنة أحاربهم.
والآن هل استوعبتم ما ذا كان قصدي من الالتزام؟
لقد انعم الله علينا بشهر هو من افضل الشهور على الاطلاق وهوشهر الالتزام مع اوامر الله ونواهيه وانعم الله
علينا فيه بطاعة لو اننا استشعرنا ما تعنيه هذه العبادة الصيام واطعنا الله فيها وقمنا بما يمليه علينا خالقنا
واطعنا اوامره بحذافيرها وفهمنا ما يعنيه حديث الرب عزوجل في قوله (كل عمل ابن آدم له الا الصوم فانه لي
وانا اجز به)لحققنا مبدأ الالتزام الصادق فالصيام يوقظ في النفس البشرية كل احاسيس الايمان وتبعدها عن المنكرات والمهلكات .
ولكم ان تقيسوا على هذه العبادة جميع العبادات التي كلفنا بها.
والالتزام هو مراقبة النفس في تصرفاتها واقوالها وافعالها. لابد ان نستيقين انه التزام مع الله وليس مع ملك او
مدير .. او اب.. او ام ..او ناس ..
اي لا نقدم على تصرف الا من بعد ان نراه من جميع ابعاده و اثره على المدى القصير او البعيد.....
التزامنا مع الله يجعلنا همتنا عالية ونفوسنا مطمئنة وننام ونحن قريري الاعين بجنة عرضها كعرض السموات
والارض اعدها الله لمن اتقوا الله حق التقوى -أسأل الله ان يجعلني وقارئ موضوعي منها..آمين
وعندما نستشعر بمعنى الالتزام سوف يدمي قلوبنا ما نتذكر من عصيان اوامر الله في كثير من افعالنا فعلى
سبيل المثال لا على الحصر:
أسأل عن الغيبة التي تنخر فينا كما ينخر السوس الخشب (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه)
أسأل نفسي عن الفضول و(من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه)
أسأل نفسي عن النزعات القبلية لدينا و عن حطنا من شأن بعضنا وتنابزنا بالالقاب و(بحسب امرئ من الشر أن
يحقر أخاه المسلم)
أسألكم عن الغش في المعاملات التجارية وفي الدراسة (من غش فليس منا)
أسألكم عن ظلم الناس لبعضهم وتناسوا بان (الظلم ظلمات يوم القيامة)
أسأل نفسي الى متى ونحن نتبع اهواء انفسنا .. والنفس لعابدها صنم ؛
أسأل الى متى ونحن نجري وراء الدنيا جري الوحوش ونهمل آخرتنا ، والدنيا فانية لا تبقى
؛ أسألكم عن مسارعتنا إلى الإنفاق في ما يظهر للناس وإعراض أكثركنا عما لا يطلع عليه إلا الله!
وتعددت الاسئلة والجواب واحد.............عدم التزامنا مع الله
فهل سنقف على هذه الاسئلة ونحاسب انفسنا المقصرة قبل ان يفوت الوقت علينا؟؟؟؟
رب اغفر وارحم واعف وتكرم علينا فانا مقصرون...وتب علينا وتقبلنا اذا عدنا اليك
الأربعاء مايو 28, 2008 2:54 pm